كلمات

عالمنا بين المناخ و حرب عالمية نووية

عبد اللطيف الضويحي

بعيداً عن المشاكل والصعوبات التي عرفتها البشرية في أشكال حياتها وأساليب معيشتها في التصدي للتحديات والتأقلم معها مؤقتاً، تبدو التغيرات المناخية عصية على العلاج حتى الآن إذا ما تعذر خفض درجة الحرارة بما مقداره واحد ونصف في التاريخ المستهدف، فقد لا يكون أمام البشرية سوى البحث في التكيف والتأقلم والتعايش مع التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية المختلفة وغير المسبوقة عبر التاريخ والجغرافيا إذا ما عجزت الدول عن الوفاء بالتزاماتها.فهل تأخرنا في الاستجابة للتغيرات المناخية؟ ولماذا كل هذا التأخير؟ هل هو الجهل أم هو عدم تحديد المسؤولية أم الاتكالية؟ هل بوسع أحد من الدول والشعوب تعويض ما فات بما هو آت؟ هل هناك أكثر مما التزمت به تلك الدول في قممها السابقة ومع ذلك لا تزال الفجوة كبيرة بين ما تم الالتزام به وما عملته وقامت به الدول حيال التزاماتها وقيامها بمسؤولياتها بخفض الانبعاثات أو بمساعدة الدول الفقيرة للقيام بدورها؟ وهل المطلوب بعد قمة شرم الشيخ إجراءات وقائية أم علاجية لوقف تدهور المناخ أم الاكتفاء بتكرار ما سبق الالتزام به؟إن من المفارقة العجيبة أن تتزامن قمة المناخ المنعقدة حالياً في شرم الشيخ مع اشتعال بؤر الحروب في أوكرانيا وفي عدد من مناطق العالم، والتي تسببت بأزمات اقتصادية ومعيشية وتسببت بموجات كبيرة من اللاجئين والمهاجرين والمجاعات. كما أن من المفارقات أن تتزامن هذه القمة مع تلويح دول الناتو باستخدام ترسانتها النووية ومؤشرات نشوب حرب عالمية ثالثة تنطلق شرارتها من تلك الحرب التي أشعلتها هذه الدول في أوكرانيا ومحاولات استفزاز تلك الدول للصين ومحاولة جرجرتها لحرب حول جزيرة تايوان. كما أنه من المفارقة العجيبة أن تنعقد قمة شرم الشيخ بالتزامن مع سباق التسلح النووي في منطقة الشرق الأوسط، بين برنامجين نوويين إسرائيلي وإيراني، قد يدفع بقية دول المنطقة للدخول في السباق نفسه.وبصرف النظر عما إذا كنا الآن أقرب لتحقيق الأهداف الأممية في التعاطي مع التغيرات المناخية أو الحد من تأثيراتها أو التأقلم والتكيف معها، فإن من الإنصاف الوقوف بأمل كبير أمام مبادرات واعدة ومهمة مثل مبادرة السعودية الخضراء ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها مسؤولية هاتين المبادرتين الاستثنائيتين بالتنسيق مع الدول الصديقة للبيئة والمناخ في المنطقة، بالإضافة إلى ما قامت وتقوم به المملكة كدولة نفطية من جهود عظيمة ومعالجات مهمة للحد من الانبعاثات سوف يكون لها أثرها الإيجابي الملموس في منطقتنا والعالم، ناهيك عن الدروس المستفادة من جرّاء جائحة كورونا والتي أصبحت بنيةً تحتيةً لوعي المجتمع وسلوكيات الفرد، وثقافة المؤسسات للتعاطي مع أزمات كبرى على غرار أزمة المناخ والتغيرات المناخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى