عالمي

أرامكو السعودية تورّد كميات النفط الكاملة لمصافي شمال آسيا

قالت مصادر تجارية مطلعة إن أرامكو السعودية أخطرت أربعة مشترين على الأقل من شمال آسيا بأنها ستورد كامل الكميات التعاقدية من النفط الخام في ديسمبر، وأكد أكبر مصدر للنفط يوم الأحد أنه سيواصل خفضه الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميا، وهو ما يعني إنتاج حوالي 9 ملايين برميل يوميا لشهر ديسمبر.

لكن المصادر التجارية قالت إن شركات التكرير في الصين، أكبر مشتر للنفط الخام السعودي، قلصت قليلا حجمها المتوقع لشهر ديسمبر، ليصل إجماليه إلى نحو 46 مليون برميل، مقارنة مع نحو 47 مليون برميل في نوفمبر ونحو 50 مليون برميل في أكتوبر.

ويأتي انخفاض الترشيح في الوقت الذي تخفض فيه شركات التكرير الصينية عمليات التكرير بسبب تضاؤل هوامش الربح ونقص حصص تصدير المنتجات، مما يثني المصانع عن زيادة الإنتاج لبقية عام 2023.

وأبقت أرامكو السعودية على سعر البيع الرسمي لشهر ديسمبر لخامها العربي الخفيف الرئيس لعملائها الآسيويين دون تغيير عن الشهر السابق، مما أوقف دورة ارتفاع الأسعار لمدة خمسة أشهر وظل عند أعلى مستوى هذا العام. وأتى عدم تغير الأسعار، بعد خمسة أشهر من ارتفاع الأسعار، إذ تتأرجح السوق، التي تهزها توترات جيوسياسية، بين عدم اليقين بشأن الإمدادات وتراجع الطلب.

وفي نتائج الربع الثالث لهذا العام، أعلنت شركة الطاقة الكبرى أرامكو السعودية عن انخفاض أرباحها بنسبة 23 %، مستشهدة بانخفاض أسعار النفط وانخفاض المبيعات. وهذا الأخير نتيجة للتخفيضات الطوعية.

لكن ارتفعت أسعار النفط الخام بعد الحرب، مما أثار مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط وربما تعطيل إمدادات النفط. في حين، تراجع ارتفاع الأسعار مع عدم إزالة الإمدادات الفعلية من السوق ومع بقاء آفاق النمو في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، غائمة. وقال أحد المشاركين في الاستطلاع “المخاوف الجيوسياسية لا تزال قائمة وهناك خطر نقص الإمدادات. لكن المشكلة الأكثر إلحاحا هي أن هوامش التكرير تضعف مع انخفاض الطلب على النفط”.

وتعتمد أرامكو السعودية عادة على هيكل سوق دبي عند تحديد سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف. وارتفع هيكل دبي، الذي يعكس فارق الأسعار بين الشهرين الأول والثالث، بمقدار 4 سنتات في أكتوبر مقارنة بالشهر السابق.

وانخفضت أرباح مصفاة نموذجية في سنغافورة تعالج خام دبي إلى متوسط 2.75 دولار للبرميل في أكتوبر، بعد أن كانت 10.60 دولار للبرميل قبل شهرين فقط.

وتعمل المصافي في الصين على خفض معدلات التشغيل جزئياً بسبب تقلص الطلب الموسمي على المنتجات المكررة ولأن البلاد لم تصدر المزيد من الحصص لصادرات المنتجات.

لكن المشاركين توقعوا أن تقوم أرامكو السعودية بزيادة طفيفة في أسعار الخام العربي الخفيف للغاية، بما لا يقل عن 10 سنتات في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، متتبعة الأداء القوي للخام الخفيف مربان.

وعادة ما يتم إصدار أسعار البيع الرسمية لأرامكو السعودية في الخامس من كل شهر تقريبًا، وتحدد الاتجاه للأسعار الإيرانية والكويتية والعراقية، مما يؤثر على حوالي 9 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام المتجه إلى آسيا.

وتبيع أرامكو نحو 60 % من شحناتها من الخام إلى آسيا، معظمها بموجب عقود طويلة الأجل، يتم مراجعة أسعارها كل شهر. والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند هي أكبر المشترين. والمملكة هي أكبر مصدر للنفط في العالم وتتصدر مجموعة منتجي أوبك + إلى جانب روسيا. وقرر العديد من أعضاء التحالف الذي يضم 23 دولة، خفض الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميًا، قائلين إنه كان “إجراء احترازيًا” لتحقيق الاستقرار في السوق. 

وشرعت المملكة العربية السعودية، أكبر منتج في أوبك، مع بداية يوليو، بخفض الإنتاج بنسبة 10 % إلى تسعة ملايين برميل يوميًا، وهو أكبر خفض لها منذ سنوات. وكان الخفض جزءًا من صفقة أوسع لأوبك + للحد من إمدادات الخام حتى عام 2024.

وبينما يعقد تحالف المنتجين أوبك+ اجتماعًا بالغ الأهمية في 26 نوفمبر، والذي يمكن أن يفرض مرة أخرى عقلية أكثر تشددًا بشأن إمدادات النفط، فإن صادراتها في الوقت الحالي ترتفع. وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة زيادة موسمية متوقعة قدرها 180 ألف برميل في الشحنات، بقيادة العراق وإيران.

وارتفع النفط في الربع الثالث من هذا العام وسط استمرار تخفيضات إنتاج أوبك + والتخفيضات الأحادية الجانب من قبل المملكة العربية السعودية، والتي ستستمر حتى نهاية العام. وأكدت المملكة العربية السعودية وروسيا أنهما ستمددان تخفيضات الإنتاج والصادرات الطوعية حتى نهاية العام في خطوة متوقعة إلى حد كبير للحفاظ على جزء قوي من العرض العالمي.

وذكر بيان لوزارة الطاقة السعودية “أن هذا الخفض الطوعي الإضافي يأتي تعزيزا للجهود الاحترازية التي تبذلها دول أوبك+ بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط”. وتنتج السعودية نحو 9 ملايين برميل يوميا، مما يؤدي إلى خفض طوعي بنحو مليون برميل يوميا.

وتعهدت روسيا من جانبها بخفض الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميا والإنتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميا. وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك “الخفض الطوعي الإضافي يهدف إلى تعزيز الإجراءات التي اتخذتها دول أوبك+ للحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط”.

وتتوقع أوبك أن يرتفع الطلب العالمي على النفط تدريجيا بأكثر من 16 مليون برميل يوميا على مدى العقدين المقبلين، من 99.6 مليونا في عام 2022 إلى 116 مليونا في عام 2045.

ويتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية لسوق النفط على المدى المتوسط لعام 2023 أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بنسبة 6 % من عام 2022 إلى عام 2028، ليصل إلى 105.7 مليون برميل يوميًا، مدعومًا بالطلب القوي من قطاعي البتروكيماويات والطيران. لكنها تتوقع أن يصل الطلب العالمي على الوقود الأحفوري إلى ذروته بحلول عام 2030 بسبب السيارات الكهربائية والطاقة النظيفة وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين.

وخلال الربع الثالث، بلغ إجمالي إنتاج أرامكو السعودية من المواد الهيدروكربونية 12.8 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم وذلك بفضل استمرار الشركة في تنفيذ أعمالها بموثوقية وكفاءة عالية.

كذلك، حققت الشركة تقدماً إستراتيجياً على صعيد التوسع في الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لتبلغ 13.0 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027 من خلال مواصلة أعمال الهندسة والشراء والإنشاء المتعلقة بعديد المشاريع ومنها مشروعا زيادة إنتاج النفط الخام في حقلي المرجان والبري واللذين من المتوقع أن يبدأ تشغيلهما بحلول عام 2025 حيث سيضيف مشروع حقل المرجان 300 ألف برميل في اليوم، بينما سيضيف مشروع حقل البري 250 ألف برميل في اليوم.

وتنفذ الشركة مشروع تطوير حقل الدمام، الذي يتوقع أن يزيد إنتاج النفط الخام بمقدار 25 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2024، و50 ألف برميل في اليوم بحلول عام 2027. وهناك مشروع زيادة إنتاج النفط الخام في الظلوف، والذي يتوقع أن يعالج 600 ألف برميل في اليوم من النفط الخام من حقل الظلوف عبر مرفق معالجة مركزي بحلول عام 2026.

وتدير أرامكو السعودية بشكل فاعل قاعدة احتياطياتها الوفيرة من المواد الهيدروكربونية من أجل زيادة القيمة على المدى البعيد إلى أقصى درجة ممكنة وتحسين معدلات الاستخلاص النهائي من حقولها. ونظر لحجم وعدد حقول الشركة وقدرتها الفائضة، فإن الشركة قادرة على المحافظة على المستوى المطلوب من الإنتاج الإجمالي، عبر الاستفادة من المكامن الجديدة عند الحاجة لتحسين القيمة على المدى الطويل، وذلك من خلال تحسين محفظة أعمالها.

ويؤدي تنويع مصادر إمداد النفط الخام من المكامن الجديدة إلى خفض معدلات نضوب الحقول الحالية، وإرجاء تكاليف الآبار والمرافق الإضافية من أجل معالجة ارتفاع معدلات إزاحة السوائل الكلية في هذه الحقول.

وتقع الحقول الرئيسة لأرامكو السعودية على مقربة من بعضها البعض في المنطقتين الوسطى والشرقية من المملكة. وتضم محفظة أعمال أرامكو السعودية ما تعتقد أنه أكبر حقل بري مكتشف للنفط الخام التقليدي (الغوار) وأكبر حقل بحري مكتشف للنفط الخام التقليدي (السفانية) على مستوى العالم. وتنقل أرامكو السعودية إنتاجها من النفط الخام والمكثفات والغاز الطبيعي وسوائل الغاز الطبيعي من حقولها عبر شبكة خطوط أنابيب ضخمة إلى عدة مرافق، لمعالجته وتحويله إلى منتجات مكررة ومواد بتروكيميائية، أو إلى عملائها داخل المملكة، أو إلى فرض التصدير.

وتملك أرامكو السعودية وتشغل مرفق بقيق، وهو أكبر مرفق لمعالجة النفط الخام في الشركة وأكبر معمل لتركيز النفط الخام في العالم. كما تشغل أرامكو أربع فرض لتصدير النفط الخام، تسهم في تعزيز مرونتها التشغيلية وموثوقية الإمدادات. ولدى أرامكو السعودية مواقع تسليم دولية إستراتيجية في روتردام، هولندا، وسيدي كرير، مصر، وأوكيناوا، اليابان.

وتنتج أرامكو السعودية بشكل ثابت خمسة أنواع من النفط الخام العربي وهي النفط العربي الممتاز، والعربي الخفيف جدا، والعربي الخفيف، والعربي المتوسط، والعربي الثقيل. وتتوافق هذه الأنواع الخمسة وأنواع المزيج التي يمكن إنتاجها منها مع معظم المصافي في العالم.

وشكَل النفط العربي الممتاز، والعربي الخفيف جداً، والعربي الخفيف 68 % من إجمالي إنتاج الشركة للنفط الخام في 2022 والتي تصنف على أنها أنواع ممتازة. وفي عام 2022 كان قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو السعودية العميل الأكبر للنفط الخام الناتج من قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، حيث استخدم نحو 44 % من إنتاجه من النفط الخام. بينما بيع المتبقي من الإنتاج إلى عملاء عالميين وشركاء محليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى