د.أحمد أسعد خليل
غالباً ما يتبادر إلى الذهن عندما نسمع كلمة رشاقة؛ تلك الصورة المثالية للجسد الممشوق، الذي يتميَّز بخفة الحركة وجمال المظهر، وهي حلم للكثير، لا يصل إليه إلا الشخص الملتزم بالتمارين الرياضية، وممارسة نمط الحياة الصحي، ولكن هذا المفهوم لا يقتصر على هذه الصورة فحسب، ويمكن للإدارة كذلك أن تكون رشيقة.
الإدارة الرشيقة هي قدرة المنظمة على الأداء الإداري الذي يتميز بسرعة الاستجابة، وسرعة تعديل أسلوب العمل بصورة تتناسب مع متطلبات التغيير، وهي المنهج الإداري الذي يُركِّز على القيم والاستقطاب، والسعي نحو الكمال من خلال عمل الفريق، إضافةً إلى حسن استخدام الحقائق والبيانات، وتحسين الأداء المستمر والمتطور، وسرعة التجاوب مع التحديات، والفرص التي تتاح من أجل تحقيق أفضل المخرجات، والتخلص الكلي ما أمكن من كل أنشطة لا تمثل أي قيمة مضافة للعمل أو العميل، فالإدارة الرشيقة هي عكس الإدارة المترهلة والثقيلة المنغلقة على نفسها، المتمسكة بأساليب وطرق إدارية تقليدية.
الإدارة الرشيقة تعني.. إنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف:
– بأقل تكلفة، أقل جهد، أسرع فترة زمنية ممكنة، صفرية الأخطاء، صفرية المخزون.
– زيادة الإنتاجية، أتمتة العمليات الإدارية والتشغيلية، والتحسين المستمر.
– الرشاقة والسرعة في كل العمليات، والوظائف والمهارات الإدارية.
– تحقيق سعادة العميل الداخلي والخارجي، وتحقيق أعلى عائد لأصحاب المصلحة.
ويتمثل أهم مرتكز أساسي للإدارة الرشيقة في: الرشاقة والسرعة في عملية التفكير والسهولة، والبساطة في وضع الحلول التي تلامس الواقع، وتأثيرها الإيجابي على الأداء العام لجميع القطاعات المختلفة.
فالغرض الأساسي من الادارة الرشيقة هو إنتاج قيمة للعميل؛ من خلال تحسين الموارد، وإنشاء سير عمل ثابت بناءً على متطلبات العملاء الحقيقية، والسعي إلى القضاء على أي إهدار للوقت أو الجهد أو المال؛ من خلال تحديد كل خطوة في عملية تجارية، ثم مراجعة أو استبعاد الخطوات التي لا تخلق قيمة.
وتتمثل مبادئ الرشاقة الأساسية الخمسة في: تحديد القيمة، مخطط تدفق القيمة، إنشاء سير عمل مستمر، إنشاء نظام سحابي، التحسين المستمر، فالإدارة الرشيقة أشبه بدليل لبناء منظمة مستقرة تتطور باستمرار، وتساعد على تحديد المشاكل الفعلية وإزالتها.
(الإدارة الناجحة هي فن التعامل مع الجميع).