عبدالله بن رابح الشريف
منذ الوقت التى أعلنت أوبك قرارها بخفض الإنتاج والعالم يتدحرج رأساً على عقب. فقد اهتزت لهذا القرار كبرى دول العالم.
وهنا الرياض سيدة مدن العالم التي سادت وتسيدت بقرارات حكامها وقيادتها الرشيدة، رغم أن الرياض هي عاصمة إحدى الدول في هذه المنظمة إلا أنها أصبحت قبلة الجميع في اتجاه الوجهات لها وترقب قرارات سادتها..
وظل ذلك اليوم مشمساً مثل ما ذكر سمو وزير الطاقة السعودي بدبلوماسيته الساخرة لمراسلي وكالات الأنباء وواصل لهيب شمسه وجهات القرار العالمي من الكونجرس وحتى أصغر عامل في إحدى وزارة نفط بصغرى الدول.
ومع علم الجميع أن السعودية ليست إلا عضواً في أوبك لكنهم على يقين بأنها العضو الكل أو الفرد الجماعة أو الرجل الذي بأمة فتوجهت أنظارهم إلى قبلة القرار وسيدة الديار.
السياسة السعودية والدبلوماسية الناعمة التي كانت تستخدم سابقاً لم تعد مجدية بينما كانت سابقاً تؤتي ثمارها، فرأت حكومة السعودية في عصر الملك سلمان أن هذه الدبلوماسية لا بد أن تتغير بما يتناغم مع مصالح السعودية وأجندة الدول الكبرى والدول التي تريد أن تقضي مصالحها منها وتحقق أهدافها فقط وتعتبرها بلد المال والنفط.
لا يا سيدي إن اللعبة قد تغيرت وأحجارها لم تعد تعترف بمخطط لخطوات محددة تسير على أقطارها والسياسة فلم تعد تلك التي عهدتموها لأن السعودية أصبحت أولاً.
ولأن في سماء السعودية لمع نجم شاب بارز استطاع أن يشكّل فريق عمل متناغماً في الخارجية وشؤونها ووزارة النفط وكافة مجالاتها، يسير بخطى ثابتة ويقف على أرضية صلبة، واستطاع هذا النجم اللامع أن يجعل كل قرار دولي وعالمي قبلته المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض لتصبح الرياض في عهد الأمير محمد بن سلمان هنا وهناك في اجتماعاتهم ومناظراتهم وبرامجهم وتصريحاتهم إيماناً منهم بأن الرياض سيدة القرار وأنها هنا تصنع القرار وهم هناك يتوجهون إليها بأنظارهم.
هذا مثال بسيط تسيدت من خلاله المملكة المشهد السياسي والدولي والاقتصادي لتصبح قبلة للقرار وقبلة للصلاة.