كلمات

الدخل والثروة

هناك فرق بين الدخل والثروة يجب أن نفهمه جيدا.فالدخل هو مقدار التدفق النقدي الذي تحصل عليه بشكل دوري “كراتبك الشهري مثلا”، أما الثروة فهي إجمالي أو مجموع ما تملكه من أرصدة وأملاك وقت الحديث عنها.معظم الناس أصحاب مداخيل وليس ثروات، ومعظم الأثرياء بنوا ثرواتهم من خلال تنويع مصادر دخلهم قبل وصولهم إلى مرحلة الثراء.الأثرياء هم الفئة التي سعت في الماضي لامتلاك مصادر دخل متعددة تنقلها من مرحلة الدخل الوحيد لمرحلة الثراء الكبير. من سيصبحون أثرياء في الحاضر هي الفئة التي تحاول تنويع مصادر دخلها ـ في حين يكتفي معظم الناس براتبهم الوحيد ويحاولون استكشاف طرق توفيره حتى نهاية الشهر.هذا يعني أن تنويع مصادر الدخل خطوة تسبق امتلاك الثروة، ولا يمكن تجاوزها إلا في حالات قليلة فقط “كأن تفوز بجائزة ضخمة، أو ترث الملايين دون عمل”. ولأن معظم الناس لا يملكون هذه الأفضلية، علينا قبل التفكير بامتلاك الثروة، السعي لتنويع مصادر دخلنا ومعرفة المستوى الذي يدخلنا دائرة الرفاهية والأمان المالي. فالمشكلة التي لا يدركها معظم الناس أنهم يفكرون دائما بالثروة، ويتجاهلون دائما كيف ينوعون مصادر دخلهم. يحلمون بالوصول إلى مرحلة الثراء والغنى دون عقبات وطول انتظار، متجاهلين أن الحلم يظل حلما حتى نملك خطة ذكية لبناء الثروة ذاتها.من الأسباب التي تحبس الثروة في عالم الأحلام، أنها فكرة ضبابية غير متفق عليها. فالثروة تعريف نسبي لا يملك رقما معينا، والثري في مجتمع فقير غير الثري في مجتمع غني. جون روكفلر مثلا يعتقد أن الثري الحقيقي هو الذي يعجز عن حصر أرصدته ومعرفة أملاكه. أما روبرت كيوساكي فيعرف الثروة بأنها ليست ملايين الدولارات، بل عدد الأيام التي يمكنك فيها دفع نفقاتك دون الحاجة إلى العمل. فكثيرون يملكون ثروة كبيرة ويحصلون على مداخيل كثيرة، لكنهم يعانون قروضا وديونا والتزامات تجعلهم يعملون باستمرار وبشكل دائم، وبالتالي لا يعدون أثرياء.أما شخصي المتواضع فيعتقد أن الثري الحقيقي، ليس من يملك أرصدة ضخمة تفوق احتياجاته، بل من يملك عددا كبيرا من الأصول والمصادر التي تمنحه تدفقات نقدية بشكل مستمر ودائم مهما صرف وأنفق وأسرف.باختصار، قدرتك على تنويع مصادر دخلك هذه الأيام، هي خطوتك الأولى لبناء الثروة في قادم الأيام. ونجاحك في امتلاك أكبر عدد ممكن من مصادر الدخل، أفضل بكثير من امتلاك رصيد ضخم وغير متجدد يفوق احتياجاتك ولا يستفيد منه غير البنك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى