«الطريق الملياري» هي العبارة التي يمكن أن تطلق على الطريق الدائري الأول بمكة المكرمة، كونه كلف المليارات في نزع ملكية عقاراته لصالح تنفيذ المشروع، ولارتفاع تكاليف تنفيذه، ولكون المشاريع التي يحتضنها كلفت مليارات الريالات، كأنه إسوارة ذهبية فاخرة، أو كشريان الإنعاش الحراك الاقتصادي، في قلب قبلة العالم مكة المكرمة، هكذا يمكن وصف ملامح الطريق الدائري الأول بمكة المكرمة الذي وصفه معتمرون بأنه «مفخرة جديدة للسعوديين» ساهمت بجلاء في دهشة المعتمرين» وأصبح حديثاً تلوكه ألسنتهم، وأجبرهم على التقاط المشهد الفخم بعدسات هواتفهم المتنقلة كي يعيش أقاربهم ملامح المعلم الحضاري.
أكثر من ثلاثين فندقاً نسبة كبيرة منها فئة خمسة نجوم يحتضنها الطريق تعتبر الأكثر إشغالاً طوال العام لقربها من ساحات المسجد الحرام ولكونها تحتضن أكثر من خمسة آلاف محل تجاري في أربعة مجمعات تسوق.
الطريق الذي نفذ على أنقاض أحياء غارقة في القدم، ربط ستة مجمعات للفنادق والأسواق تحيط بالبيت العتيق دفعتها لتكون أغلى مجمع استثماري في العالم منها وقف الملك عبدالعزيز ومشروع مكة الفندقي التجاري ومجموعة فنادق جبل عمر ومجمع الصفوة. في ذات الاتجاه ألمح يوسف بدري «متخصص في التموين» إلى أن الطريق حقق نقلة كبيرة في تسريع دخول سيارات التموين والخدمات اللوجستية المغذية للفنادق والأسواق بمرونة أكثر من ذي قبل بدلاً من الوقوف ضمن أرتال السيارات في زحام المركزية. فهد الحربي «مستثمر في نقل الحجاج والمعتمرين» أوضح أن الطريق نفذ بطريقة تمنع الوقوف بتاتاً كونه بلا إشارات مرورية، أو مواقف جانبيه، ما جعله أشبه ما يكون بترمومتر لحركة المرور لتفريغ المركبات أو لفتحها أمام سيارات النقل، والخدمات، مما انعكس على اقتصاديات أسواق السكن والنقل والتسوق والإعاشة بمكة المكرمة، إضافة إلى مساهمته في خفض معدلات الضجيج والتلوث بأسباب زحام المركبات.
الآثار الإيجابية للطريق الدائري الأول تتوسع مساحتها لتصل إلى كونه معلم حضاري جديد في منطقة مركزية تفد إليها الملايين من أفئدة الحجاج والمعتمرين مما يجعله معرض مفتوح يعزز تفوق المملكة في صناعة شبكات طرق النقل.
ملامح جمالية جديدة أماط الطريق عنها اللثام، حيث حول تقاطعاته مع طرق الغزة والمسفلة وأجياد ومسار مكة إلى منصات جميلة لرصد حركة الحشود وخلق إطلالات رائعة على واجهات ناطحات أم القرى ومحطات القطارات والحافلات.
الطريق ذاته، رغم قصر طوله قياساً ببقية الطرق الدائرية بمكة المكرمة إلا أنه كلف مليارات الريالات لصعوبة التضاريس التي يمر بها الطريق حيث اخترق جبال شاهقة وشديدة الصلابة حيث قدرت كمية القطع الصخري التي تم نقلها لفتح الطريق بـأكثر من ثلاتة مليون قطعة.
الدائري الأول أصبح وكأنه طوق لفك أي زحام مروري متوقع، خاصة في مواسم الإجازات المدرسية والحج وشهر رمضان، حيث ربط تقاطعات وطرق محورية منها طريق الامير محمد بن سلمان مع طرق أجياد والمسفلة والغزة إضافة إلى طريق وجهة مسار، فيما اخترق الطريق ذاته جبال مركزية مكة المكرمة بطول 4600م وبعرض ثلاثين مترا وستة أنفاق وبستة جسور هي جسر تقاطع الطريق الدائري مع طريق جبل الكعبة بطول إجمالي 230 مترا، وجسر تقاطع طريق أم القرى بطول إجمالي 260 مترا، وجسر تقاطع طريق إبراهيم الخليل بطول إجمالي 115 مترا، وجسر تقاطع شارع أجياد بطول إجمالي 99 مترا، وجسر تقاطع شارع المسجد الحرام بطول إجمالي 250 مترا، وجسر «خلف وقف الملك عبد العزيز» بطول 390 مترا.