إنّ وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية بأنّ «السعودية أعظم قصّة نجاح في القرن الـ 21» لم يكن مبالغاً فيه؛ لأنّ تاريخ النهضة السعودية يعود إلى أوائل القرن العشرين، حيث كانت المملكة مركزاً رئيسياً للنفط. استغلّت السعودية هذا المورد الطبيعي بذكاء من خلال تأسيس أرامكو السعودية، وهي شركة النفط الوطنية، التي أصبحت واحدة من أكبر شركات النفط في العالم.
تاريخ السعودية الحديث يشهد على تطوّرها المدهش والأسرع نمواً في هذا الكوكب كما وصفها ولي العهد في مختلف المجالات، مما جعلها تصبح مملكة قوية وناجحة على الصعيد العالمي.
تُعزز رؤية 2030 الاستثمار في البنية التحتية والصناعات غير النفطية، وتعزز الرياضة والترفيه والثقافة كمحركات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد حققت السعودية نجاحاً كبيراً في تنفيذ هذه الرؤية حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، يجري الاستعداد حالياً لرؤية 2040، ومن المبادرات التي تم الإعلان عنها من قبل ولي العهد هي بناء ممر اقتصادي يربط الشرق الأوسط بأوروبا.
تشمل رؤية 2030 عدداً من المبادرات والإصلاحات في مجالات متنوعة مثل التعليم، الصحّة، النقل، السياحة والترفيه…
في مجال التعليم، شهدت المملكة العربية السعودية تحسينات جذرية في نظام التعليم بهدف تلبية احتياجات سوق العمل المستقبلية. تم إنشاء العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية المرموقة، مثل جامعة الملك عبدالعزيز الجديدة في مدينة جدة وجامعة الأمير محمد بن سلمان للعلوم والتقنية في العاصمة الرياض. وتوسيع نطاق التعليم العالي وتشجيع الطلاب على اختيار التخصصات التقنية والعلوم والهندسة والتكنولوجيا. ويتم التركيز على تعزيز التعليم بهدف تأهيل وتمكين الشباب السعودي لتحقيق النجاح والتفوق في سوق العمل العالمية.
في مجال الصحّة، تمّ تسجيل تقدم كبير في قطاع الصحة، حيث تم تحسين جودة الرعاية الصحية واتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة الأمراض المزمنة ومواجهة الجوائح والأوبئة. بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح مستشفى الملك فيصل التخصصي الجديد في العاصمة الرياض، وكذلك مستشفى الملك خالد الجامعي الجديد في نفس المدينة. هذه المستشفيات الحديثة تعكس التزام المملكة بتوفير خدمات صحية عالية الجودة وتطوير البنية التحتية الصحية لخدمة المجتمع.
في مجال النقل، تمّ تطوير البنية التحتية للنقل بهدف تعزيز الربط الإقليمي والدولي وتحسين وسائل النقل العام. تم افتتاح مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في مدينة جدة، ويعد هذا المطار تحفة هندسية حديثة تلبي احتياجات النقل الجوي الدولي. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق خط قطار الحرمين السريع الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو يوفر وسيلة سريعة وموثوقة للحجاج والمعتمرين للوصول إلى المقدسات الإسلامية. كما تم تنفيذ خط سكة الحديد الشمالي الذي يربط بين العاصمة الرياض والقصيم وحائل، ويعد هذا التوسع في شبكة السكك الحديدية بمثابة رافد مهم لتسهيل النقل وتحسين الوصول إلى المناطق الرئيسية في المملكة.
بالإضافة إلى ذلك، استثمرت المملكة العربية السعودية بشكل كبير في قطاع السياحة بهدف جذب زوّار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف جمال ثقافتها وتراثها العريق. تم تطوير العديد من الوجهات السياحية البارزة ومراكز الترفيه، مثل مشروع «القدية»، الذي يُعتبر أكبر مشروع ترفيهي في العالم ويستهدف عشاق ألعاب الفيديو والأفلام والأنمي، بالإضافة إلى المهرجانات الشعبية. وتم تحويل «العلا» إلى وجهة عالمية للتراث، حيث تم الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة، مما يعكس الثقة العالمية في قدرات السعودية في تنمية قطاع السياحة.
هذه مجرد بعض أهم الإنجازات التي حققتها رؤية السعودية 2030 حتى الآن. وطبعاً هناك إنجازات أخرى يتعيّن القيام بها لتحقيق أهداف الرؤية بالكامل، ولكن المملكة العربية السعودية تسير على الطريق الصحيح لتحقيق النجاح.
باختصار أن السعودية تعمل بجد لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتها على الصعيد العالمي وأنّ إنجازاتها السريعة لتحقيق رؤيتها جعلتها محط أنظار العالم ونموذجاً يحتذى به.
فعلاً، السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ 21، وهذا ما جعل رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد السعدون، يقول: «السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على قيادة العالم وليس المنطقة فقط».