أعلن وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عن توقيع اتفاقية مشروع مشترك مع “أرامكو السعودية”؛ لإنشاء واحد من أكبر المراكز العالمية لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.
وكشف وزير الطاقة، خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء المنعقد على هامش قمة المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية، أنه من المقرر أن يباشر المركز عملياته في مدينة الجبيل الصناعية بحلول عام 2027م بقدرة التقاط وتخزين تبلغ 9 ملايين طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال المرحلة الأولى، بحسب بيان لوزارة الطاقة.
وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن إنشاء المركز يدعم هدف المملكة المتمثل بالتقاط واستخدام وتخزين 44 مليون طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035م.
وكشفت المملكة،خلال فعاليات اليوم الاول تحت إطار مبادرة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء، عن آخر مستجدات وأهداف مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها في عام 2021 بهدف وضع خارطة طريق واضحة للعمل المناخي في المملكة وتمهيد الطريق للوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060م.
ونجحت المملكة خلال العام الماضي في تسريع جهودها في مجال العمل المناخي، حيث تسعى إلى تحقيق أهداف طموحة بحلول عام 2030م تتمثل في تحويل 30% من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة أكثر من 600 مليون شجرة بزيادة قدرها 150 مليون شجرة عن الهدف المرحلي المعلن عام 2021 لزراعة 450 مليون شجرة بحلول عام 2030.
وتعكف المملكة على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون بهدف تنفيذ تعهّداتها لتقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م.
13 مشروعاً جديداً للطاقة المتجددة بالسعودية قيد التطوير بقدرة 11.4 جيجاوات
وأعلنت المملكة؛ تماشياً مع طموحاتها لرفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030م، عن 13 مشروعاً جديداً قيد التطوير في مجال الطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 11.4 جيجاوات.
وتقدّر قيمة الاستثمارات في هذه المشاريع بنحو 34 مليار ريال سعودي (9 مليارات دولار)، ومن المتوقّع أن تسهم هذه المشاريع عند بدء عملياتها التشغيلية في إزالة 20 مليون طن تقريباً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأشارت وزارة الطاقة، إلى أنه دعماً لتحقيق هدف خفض الانبعاثات الذي حددته مبادرة السعودية الخضراء والمساهمة في تعزيز الطموحات الوطنية بأن تصبح المملكة أكبر منتج ومصدر للهيدروجين النظيف منخفض التكلفة في العالم، يجري العمل حالياً على إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في العالم، مع التوقعات بأن يبدأ عملياته الإنتاجية بقدرة تصل إلى 600 طن يومياً في عام 2026م.
وحصلت كل من شركة “أرامكو السعودية”، و”سابك”، و”معادن”، على أول شهادات مستقلة في العالم كمنتجين معتمدين للهيدروجين الأزرق والأمونيا؛ مما يعزز البنية التحتية لتصدير الوقود النظيف في المملكة العربية السعودية.
وفي كلمته الرئيسة في المنتدى، قال وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن جهود جميع الجهات الحكومية في المملكة تتكاتف لضمان نجاح مبادرة السعودية الخضراء.
وضع اللمسات الأخيرة على خطط تطوير 10 مشاريع إضافية
وأضاف وزير الطاقة: “ونتطلّع في العام المقبل إلى وضع اللمسات الأخيرة على خطط تطوير 10 مشاريع إضافية في مجال الطاقة المتجددة، وإضافة 840 ميجاوات من الطاقة الشمسية إلى شبكة الكهرباء الوطنية. كما نعلن اليوم أننا سنطلق برنامجاً لتداول أرصدة وتعويضات الغازات الدفيئة في مطلع عام 2023؛ بهدف تحفيز الجهود والاستثمارات في مشاريع تقليل وإزالة الانبعاثات في جميع القطاعات الحيوية بالمملكة”.
وساهمت مبادرة السعودية الخضراء منذ إطلاقها في زراعة أكثر من 18 مليون شجرة منها 13 مليون شجرة مانجروف، وإطلاق 17 برنامجاً بيئياً جديداً في جميع أنحاء المملكة بهدف استعادة المساحات الخضراء الطبيعية ومواجهة تبعات تغير المناخ.
ويمثل استصلاح أراضي الغابات الرطبة في المملكة طريقة طبيعية فعالة لمنع تآكل السواحل ومكافحة تغير المناخ، حيث تمتص هذه الأشجار كميات كبيرة من الكربون تصل إلى خمسة أضعاف ما تمتصه الغابات الاستوائية.
كما أعلنت نيوم هذا العام عن عزمها استصلاح 1.5 مليون هكتار من الأراضي، وزراعة 100 مليون شجرة محلية بحلول عام 2030 في إطار مساهمتها في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة.
وأعلنت المملكة عن إنشاء مؤسسة معنية بالحفاظ على الشعاب المرجانية وحماية موائل السلاحف البحرية في البحر الأحمر، ونجاحها في استصلاح 60 ألف هكتار من الأراضي غير الصالحة للزراعة.
ويجري العمل حالياً على زراعة ما يقارب 100 نوع من الأشجار المحلية المختارة بعناية والقابلة للتكيف في مشاتل مخصصة؛ بهدف زراعتها لاحقاً في 62 موقعاً معتمداً في جميع أنحاء المملكة. وتسهم هذه الخطوة في تنمية الغطاء النباتي الطبيعي وحماية التنوع البيولوجي وتثبيت التربة للحد من العواصف الترابية. ومن خلال تنسيق الجهود الوطنية، تمكّنت المملكة من زيادة مساحة محمياتها الطبيعية بمقدار أربعة أضعاف مساحتها السابقة في عام 2016.
ويقدم معرض مبادرة السعودية الخضراء بمدينة شرم الشيخ معلومات تفصيلية حول مشاريع المبادرة، إلى جانب أحدث الأخبار والمستجدات ذات الصلة. ويتيح المعرض المستمر حتى 18 نوفمبر للزوار فرصة التعرف على أدق التفاصيل المتعلقة بمجموعة متنوعة من المشاريع قيد التنفيذ في جميع أنحاء المملكة.
وانطلقت مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021م؛ بهدف توحيد وتوسيع نطاق العمل المناخي في المملكة العربية السعودية بما يتماشى مع رؤية 2030. وتعكس البرامج والمشاريع المندرجة تحت مظلة مبادرة السعودية الخضراء التزام المملكة بمكافحة ظاهرة تغيّر المناخ ومعالجة التحديات البيئية الإقليمية؛ بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار، وهبوب العواصف الترابية والتصحر.