عالمي

حصاد 2023 واقتصاد العالم لعنة التضخم تصعق الدولار والفائدة وتصعد بالذهب

دخل العالم عام 2023 وتلاحقه لعنة التضخم الذي ارتفع لعنان السماء في أغلب الاقتصادات الرئيسية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومنطقة اليورو وسائر دول العالم.لعنة التضخم دفعت البنوك المركزية حول العالم إلى رفع أسعار الفائدة لمستويات قياسية لمجابهة التضخم وكبح الأسعار، ما حثّ الاقتصاديين والخبراء لتوقع انزلاق الاقتصاد العالمي إلى ركود، لكن ما حدث خلال العام خالف معظم التوقعات وقلب الموازين وجعل الجميع يُعيد حساباته.وجاءت قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على رأس الأحداث التي غيرت مسار الأسواق المالية رأسًا على عقب، لاسيما اجتماعه الأخير عندما أعلن انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة والبدء في خفضها العام المقبل ربما ثلاث مرات. ويعزو هذا التحول في سياسة الفيدرالي إلى قوة الاقتصاد الأمريكي التي فاجأت الجميع وحولت التوقعات من هبوط صعب للاقتصاد وانزلاقه إلى ركود إلى هبوط سلس.ودفع قرار الفيدرالي بتثبيت الفائدة والبدء في خفضها المعدن الأصفر إلى الارتفاع، نظرًا لأن أسعار الفائدة المنخفضة تعزز جاذبية الذهب الذي لا يحمل فائدة. كما جاءت حرب غزة لتثير المخاوف الجيوسياسية وتشعل الطلب مجددًا على المعدن النفيس باعتباره عملة ملاذ آمن ووعاء ادخاري لحفظ القيمة.وعززت، أيضاً، آمال تيسير السياسة النقدية للفيدرالي شهية المخاطرة. ما أنعش أسواق الأسهم العالمية التي ارتفعت بأكثر من 20%. كما شهد قطاع العملات المشفرة طفرة كبيرة ولاسيما عملة بيتكوين التي قفزت من 16,000 دولار بمستهل العام إلى 45,000 دولار، أي بارتفاع بنسبة 180%.ولكن الأمر كان مختلفًا بالنسبة للدولار الذي شهد أسوأ عام له منذ اندلاع جائحة “كورونا” وسط تزايد رهانات الأسواق على خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. وهبطت العملة الخضراء أمام العديد من العملات الرئيسية خلال العام بما في ذلك الاسترليني والفرنك السويسري واليورو. وها نحن نطوي صفحة عام 2023 بما تضمنته من أحداث متوقعة وغير متوقعة مترقبين ما يخفيه عام 2024 في جعبته.. لكن لمعرفة مستقبلنا لابُد أن ننظر بُرهة إلى الماضي.. ونُحلل حصاد الاقتصاد العالمي 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى