محلية

رصد أكثر من سبعة مليارات دولار لنسخة استثنائية للمعرض

تتجه بوصلة السعوديين والعالم أجمع مساء اليوم نحو العاصمة الفرنسية باريس ترقبا لنتائج اجتماع الجمعية العمومية 173 التابعة للمكتب الدولي للمعارض والذي سيعقد اليوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر نوفمبر الجاري لإعلان الدولة المستضيفة لمعرض اكسبو الدولي 2030 م والذي تتنافس فيه إلى جانب العاصمة الرياض. بوسان الكورية، وروما الإيطالية، حيث ستتم عملية التصويت النهائي للدولة المستضيفة خلال اقتراع سري للدول الأعضاء بحضور مندوبي الدول لدى المكتب

الليلة ستكون الرياض على موعد تاريخي هام ستكلل فيه بإذن الله جهود مضنيه بذلتها المملكة على مدى عامين منذ إعلانها في الحادي والعشرين من إكتوبر من عام 2021 م عن تقدمها بطلب رسمي إلى المكتب الدولي للمعارض BIE (الهيئة المنظمة لمعرض إكسبو الدولي) لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض تحت شعار «حقبة التغيير: المضي بكوكبنا نحو استشراف المستقبل

تأييد كبير

يحظى ملف العاصمة الرياض والذي يحمل موضوعه الرئيس عنوان “معاً نستشرف المستقبل”، ويتمحور حول التقنية والابتكار والاستدامة والتعاون العالمي بتأييد كبير من الدول الأعضاء في المنظمة في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتقديم نسخة استثنائية من معرض إكسبو الدولي بأعلى مراتب الابتكار، وتقديم تجربة عالمية غير مسبوقة في تاريخ تنظيم هذا المحفل العالمي.

وسعيا لنيل ثقة الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض. أكدت المملكة التزام معرض الرياض إكسبو 2030 بتقديم نسخة استثنائية من معارض إكسبو.

وتؤكد المملكة في عرض ملف إكسبو 2030 الرياض، التزامها القوي والمستمر تجاه البلدان النامية، من خلال توفير برنامج مساعدة لضمان تمثيل أكبر مجموعة متنوعة من الدول والثقافات، وتوفير الأجنحة والمحتويات للدول النامية، حيث لم تشهد معارض إكسبو في تاريخها ضمان الدولة المستضيفة بتشييد أجنحة للدول النامية والتكفل بنقل تراثها واستعراض ثقافتها لجميع دول العالم حيث يتضمن عرض الرياض لاستضافة إكسبو 2030 حزمة برامج منها تخصيص 343 مليون دولار لمساعدة 100 دولة في مجالات تشييد الأجنحة، والصيانة، ودعم التقنيات، والسفر، والفعاليات وصولا لإقامة معرض عالمي شامل.

رصد 7.8 مليارات دولار

تبلغ ميزانية معرض إكسبو الرياض 2030 7.8 مليارات دولار أميركي وفقا لما أعلنه وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح والذي أكد أن هذا المبلغ محفّز لخطط المملكة الاستثمارية الأوسع في الرياض كجزء من رؤية السعودية 2030 التي تستهدف استثمارات على المستوى الوطني بأكثر من 3.3 تريليونات دولار أميركي بحلول نهاية العقد مع تخصيص 30 % على الأقل لمدينة الرياض لافتا إلى أن معرض الرياض إكسبو 2030 سيكون مركزاً عالمياً لاجتماع الشركات المحلية والعالمية على حد سواء واستكشاف موضوعات تنمية الاستثمار، من خلال (مختبر الاستثمار العالمي) الذي ستطلقه المملكة وسيكون مركزاً عالمياً للابتكار، بالإضافة لإطلاق مركز للمشتريات يسهّل على المشاركين تصميم وتنفيذ وبناء أجنحتهم في المعرض، لكي نبني معا معرض العالم من أجل العالم.

جاهزية المعرض

الرئيس التنفيذي المكلف ‏للهيئة الملكية لمدينة الرياض المهندس إبراهيم بن محمد السلطان أكد جاهزية الرياض لبناء معرض الرياض إكسبو 2030، وقال أستطيع أن أجزم بجاهزية المعرض خلال عام 2028، مشيرا إلى أن العمل بدأ بالفعل، لتحقيق أوسع مشاركة ممكنة وضمان تقاسم الفرص، والتركيز على مبادئ الاستدامة، وسهولة الحركة والوصول، من أجل تحقيق رؤية والتزام سمو ولي العهد بتقديم تجربة مميزة ونسخة تاريخية من المعرض، مع الحرص على أن يكون المعرض مكاناً نعيش فيه مع العالم تقاليد المملكة وتراثها النابض بالحياة، جنباً إلى جنب مع رحلة تحول وتطور غير مسبوقة لبلدنا والعالم.

المخطط العام للمعرض

يتميز المخطط العام المقترح لموقع إقامة الرياض إكسبو 2030 بتصميمه الفريد كمدينة مستقبلية حول وادٍ قديم، ويجمع ما بين مفهومي الواحة والروضة المشتق منها اسم الرياض، كما يعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها، ويتمثل شعار الرياض إكسبو 2030 في شكل نخلة يتفرع منها 6 سعفات ولكل سعفة نمط ولون يميزها عن الأخرى، لتجمع بذلك بين ملامح الرياض التي تمتاز بتنوعها وحيويتها، وبين موضوعات المعرض: الطبيعة، العمارة، الفن، التقنية، العلوم، والتراث.

موقع المعرض

يقام المعرض والذي من المقرر إقامته -في حال فوز المملكة باستضافة هذا المحفل العالمي- في الفترة من شهر أكتوبر 2030م وحتى أبريل 2031م، بالقرب من مطار الملك سلمان الدولي -الجاري تطويره حالياً- مما يسّهل على الزوّار القادمين عبر المطار الوصول إلى موقع المعرض خلال دقائق معدودة، وذلك من خلال استخدامهم شبكة “قطار الرياض” التي تغطي كافة أرجاء مدينة الرياض، إلى جانب شبكة الطرق الحديثة، وتتصل بأحد مداخل المعرض الثلاثة.

ويتميز الموقع المقترح لإقامة معرض الرياض إكسبو 2030 بقربه من مطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) وبسهولة الوصول منه إلى أهم الوجهات ومناطق الجذب الرئيسة في مدينة الرياض، ويضم مساحة مسيجة تقدر بـ 3.38 مليون متر مربع جاهز بالتجارب النابضة بالحياة، وقد خُصص نحو 432 ألف متر مربع منها للأجنحة الدولية، فيما يصل إجمالي المساحات المخصص للمرافق والخدمات إلى 2.62 مليون متر مربع.

ويتميز تصميم الموقع بالتكامل والشمولية وتيسير وصول المشاة لمختلف مكونات المعرض، مع التركيز على المقومات التي تضمن راحة الزوار خلال جولاتهم الاستكشافية داخل الأجنحة وفي المساحات العامة. وتنساب مختلف عناصر ومكونات الموقع في تناغم بديع حول المنظومة الحضرية للوادي. وتنصهر مقوماتها مع موضوع إكسبو الرئيس ورؤيته الثقافية وفق منهجية تتمحور حول الارتقاء بالبيئة الطبيعية وإثرائها. ويحتضن موقع إكسبو الرياض 2030 برنامجاً حافلاً بالأنشطة والفعاليات الترفيهية والثقافية والرياضية التي ستقام في الحدائق العامة وساحات الألعاب الإلكترونية والمسارح الضخمة والمرافق الرياضية بالموقع. وتم تصميم أجنحة المعرض المقدّر عددها بـ 226 جناحاً ضمن تصميم يشبه الكرة الأرضية، ويتوسطها خط الاستواء؛ في توجه بصري يُطابق توجه المعرض ورؤيته التي تضمن فرصاً متساوية لجميع المشاركين في المعرض، في الوقت الذي يعكس فيه تصميم المعرض النمط العمراني العريق وتاريخ مدينة الرياض وثقافتها وطبيعتها، والاهتمام المشترك للمملكة مع بقية دول العالم بالمناخ، وتعزيز الطموح لاستشراف مستقبل مليء بالإمكانات.

وسيتم تحديد مواقع أجنحة الدول في المعرض بطريقة مرنة وفقاً لخطوط الطول لكل دولة، وذلك في ترتيبٍ يجمع دولاً من شمال الكرة الأرضية وجنوبها جنباً إلى جنب، لترمز هذه الخطوة في جوهرها إلى الدور المهم الذي تلعبه المملكة في تسهيل التعاون بين دول العالم، بما يسهم في تيسير تصميم رحلة الزائر، وضمان سهولة السير بمسافاتٍ قصيرةٍ جداً للتنقل بين الأجنحة والساحات العامة والمرافق المخصصة للثقافة والابتكار، ومرافق الخدمات الخاصة بالطعام، والاستراحة والانتظار، بشكل سلس ومرن.

كما سيستمع زوّار المعرض بالتجول في ممرات مظللّة بالكامل ذات تصاميم من التراث المعماري المستوحى من تاريخ الرياض، فضلاً عن التجول في واحة عصرية خضراء ضمن أحد روافد وادي السلي الذي يمر عبر موقع المعرض، بما يجسّد حرص المملكة وعاصمتها الرياض في الحفاظ على الطبيعة وتنميتها بشكل مستدام.

وفي الإطار ذاته سيقام في قلب المخطط الرئيس لمعرض الرياض إكسبو 2030؛ معلم بارز يرمز إلى المسؤولية عن حماية الكوكب ويرتكز على 195 عموداً تمثل عدد الدول المشاركة في المعرض، ويحيط بهذا المعلم ثلاثة أجنحة يجسّد كل منها موضوعات المعرض الفرعية المتمثلة في: الازدهار للجميع، والعمل المناخي، وغد أفضل.

كما سيضم المعرض (ركن التغيير التشاركي C3 – Collaborative Change Corner) وهو المنطقة التي ستكون محركاً للابتكار والإبداع، خلال الرحلة التي ستستغرق سبع سنوات قبل انطلاق معرض الرياض إكسبو 2030 وما بعدها، بهدف إظهار كيفية التعاون بين أكثر العقول ذكاءً من حيث الابتكارات العلمية والاجتماعية والفكرية، وتسريع التغييرات التي ستشكل مستقبلنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى