تراجعت البيتكوين مجدداً إلى ما دون مستوى 34900 صباح أمس بعد الفشل في الاحتفاظ بمستوى 35,000 دولار الذي تماسك أعلاه منذ عطلة نهاية الأسبوع. أما الايثريوم فلا تزال تحاول التماسك بالقرب من أعلى المستويات منذ يوليو الفائت وذلك بالقرب من مستوى 1890 دولاراً. تحاول سولانا أيضاً الاحتفاظ بمكاسبها السابقة التي أوصلتها إلى مستوى أعلى من 41 دولاراً والذي يمثل أيضاً أعلى المستويات منذ أكثر من عام.
تأتي هذه التداولات الجانبية للعملات المشفرة في ظل عدم وجود المحفزات المحركة للأسواق، فيما أن غياب التطورات الإيجابية الحقيقة قد يبقي المستويات أعلى من 35,000 دولار للبيتكوين مبالغ بها وستدفع البائعين للاندفاع.
فبحسب البيانات المقدمة من CoinGlass، فقد شهدنا خلال اليومين الفائتين تصفيات بأكثر من 26 مليون دولار للمراكز الشرائية مقابل أقل من 20 مليون دولار للمراكز البيعية، فيما يبدو أن المشترين غير مستعدين للمجازفة والمراهنة على مستويات أكثر من 36,000 في الوقت الراهن.
وتعرض أسواق العقود الآجلة قصة مختلفة بعض الشيء، حيث تتجه المراكز المفتوحة للعقود الآجلة للبيتكوين إلى أعلى مستوى جديد لم نشهده منذ مايو من العام 2022 وذلك مع نحو 15.22 مليار دولار، فيما يبدو أن هذه الزيادة في مراكز العقود الآجلة، على الرغم من الثبات النسبي للأسعار، تخبئ وراءها ترقب المستثمرين للمزيد من الزخم في هذا مستقبلاً وذلك مع ترقب الموافقة على إطلاق صناديق البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك، فقد سجلت المنتجات المرتبطة بالعملات المشفرة المزيد من صافي التدفقات الإيجابية للأسبوع السادس على التوالي، وذلك وفق البيانات المقدمة من CoinShares. حيث سجلت تلك المنتجات صافي تدفقات بنحو 261 مليون دولار خلال الأسبوع الفائت.
فيما بلغ صافي التدفقات الموجبة أكثر من 840 مليون دولاراً منذ بداية العام الحالي وهو ما يمثل تلك التدفقات التي شهدناها قبل نهاية التيار الصاعد لسوق العملات المشفرة في أواخر العام 2021، في حين قد تُعزى هذه التدفقات إلى المعنويات الإيجابية حول إمكانية إطلاق صناديق البيتكوين الفورية في وقت ما في العام القادم.
واستحوذت البيتكوين على الحصة الأكبر من صافي التدفقات خلال الأسبوع الفائت وذلك مع نحو 229 مليون دولار وبذلك تكون قد سجلت نحو 842 مليون دولار من صافي التدفقات الموجبة منذ بداية العام، أما الايثريوم، فقد تمكن من تسجيل صافي تدفقات موجبة خلال الأسبوع الفائت مع أكثر من 17 مليون دولار وبذلك تكون قد قلصت صافي التدفقات الخارجة إلى نحو 107 ملايين دولار. كما تمكنت الاييثريوم من تجاوز سولانا من حيث صافي التدفقات، إذ سجلت الأخيرة صافي تدفقات بنحو 10 ملايين دولار خلال الأسبوع الفائت لتسجل أكثر من 100 مليون منذ بداية العام ولتتصدر العملات البديلة وتعزز مكانتها كأحد أبرز منافسي الايثريوم.إلى ذلك يواصل الدولار الأميركي انتعاشه بعد أن سقط تفاعلا مع نتيجة اجتماع الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي. لا تزال بعض الشكوك قائمة بشأن فعلية نهاية دورة رفع أسعار الفائدة الحالية، ومع ذلك، تميل التوقعات نحو سياسة نقدية أكثر ليونة، خاصة بعد صدور بيانات الوظائف الأميركية التي جاءت دون التقديرات يوم الجمعة الماضي. يمكن أن تستمر توقعات السوق، بالإضافة إلى تراجع عوائد سندات الخزانة، في التأثير على مؤشر الدولار الأميركي الذي لا يزال تحت نطاق تداوله خلال الشهر الماضي. قد تشهد العملة بعض التقلبات حيث ينتظر المتداولون تعليقات جيروم باول هذا الأسبوع. وسجل اليورو بعض التصحيحات أمس، ليمحو بعض مكاسب الأسبوع السابق، وذلك بسبب المخاوف بشأن البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو وفي ألمانيا على وجه الخصوص، على الرغم من انتعاشها منذ بداية أكتوبر، يمكن أن تظل العملة الأوروبية معرضة للانخفاض بشكل خاص مقابل الدولار الأميركي الذي لا يزال يشهد اقتصادا قويا وعوائد أعلى. ولا يزال الين الياباني تحت الضغط بسبب الفجوة الواسعة بين العائدات اليابانية والأميركية. ونتيجة لذلك، قد يستمر الين في مواجهة ضغوط بيع حيث يفضل المتداولون العملات ذات العوائد المرتفعة. ومع ذلك، فإن احتمال تدخل بنك اليابان لا يزال يشكل خطرا ويمكن أن يحد من الاحتمالية الصعودية للدولار.