وسط تحديات غير مسبوقة يواجهها العالم اليوم، يبرز أسبوع أبوظبي للاستدامة كحدث عالمي رائد يجمع قيادات عالمية لتحفيز التقدم المستدام وخلق فرص جديدة لدعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، لتعزيز الحوار بين صناع القرار لتسريع التحول نحو اقتصاد مستدام. وسيقام هذا الحدث، الذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” تحت عنوان “تكامل القطاعات لمستقبل مستدام”، من 12 إلى 18 يناير 2025.
ويركز الأسبوع على تشجيع تطوير حلول متكاملة والاستفادة من الخبرات العالمية لتحفيز النمو، إلى جانب تسليط الضوء على أهمية الترابط بين التكنولوجيا المتقدمة والخبرات البشرية والتعاون الدولي وبذل جهود نوعية لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية الملحّة.
أكثر من مجرد حدث
يُمثل هذا الحدث السنوي الذي يعتبر أول حدث على أجندة الاستدامة العالمية خلال العام، دعوة مفتوحة لصناع القرار وقادة الأعمال والمجتمع، وتمكينهم من إيجاد مسارات تسهم في إطلاق مرحلة جديدة للنمو والازدهار تشمل الجميع. وسيكون الحدث حافزاً للعالم لإعادة التفكير في طرق التعامل مع تحديات الاستدامة، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية تحقيق الترابط بين التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وقطاع الطاقة، والخبرات البشرية، لإيجاد الحلول ودفع عجلة التنمية المستدامة، واستكشاف الفرص المرتبطة بهذا التحوّل الاقتصادي والتي تقدر قيمتها بأكثر من 10 تريليونات دولار.
وسيسهم أسبوع أبوظبي للاستدامة في تعزيز التعاون بين مختلف الشركاء حيث يتضمن مجموعة من الفعاليات الرئيسية التي تجعل منه منصة عالمية فريدة لإحداث التغيير الإيجابي، وذلك من خلال التركيز على عرض الأفكار والنقاشات، وتحويلها إلى مخرجات عملية تتمثل في شراكات دولية، ومبادرات محلية وعالمية، وسياسات جديدة تُلهم الدول والمؤسسات للعمل المشترك نحو تحقيق الاستدامة.
وتأكيداً على أهميته، اختارت الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) عقد اجتماعها السنوي بالتزامن مع أسبوع أبوظبي للاستدامة يومي 12 و13 يناير 2025، ويجمع ممثلين من أكثر من 160 دولة. وتُعدّ هذه الجمعية فرصة لتعزيز التعاون العالمي، ومشاركة قصص النجاح في مجال الطاقة النظيفة.
إضافة إلى ذلك، سيعقد ملتقى “المركز العالمي لتمويل المناخ 2025 ” بالشراكة مع “المركز العالمي لتمويل المناخ”، والذي يعد تجمعاً رفيع المستوى يضم قادة عالميين، يتماشى مع التزامات الإمارات خلال “كوب 28″، لمناقشة مستقبل الاستثمارات المناخية.
كما تضم فعاليات الأسبوع ملتقى جائزة زايد للاستدامة وقمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والقمة العالمية لطاقة المستقبل، ومنتدى ومركز شباب من أجل الاستدامة، وملتقى السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجدّدة، وقمة الهيدروجين الأخضر، ومبادرة جائزة زايد للاستدامة للتواصل مع المستثمرين، والمهرجان في مدينة مصدر.
مصدر: شريك استراتيجي في مسيرة تحول الطاقة بالمملكة
تعد شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، وهي الجهة المنظمة لأسبوع أبوظبي للاستدامة، واحدة من أبرز الشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، حيث استطاعت على مدار سنوات طويلة أن ترسخ مكانتها كشريك استراتيجي في دعم تطلعات الدول نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي المملكة العربية السعودية، تعمل “مصدر” على تطوير مشاريع طموحة تعكس التزامها بالمساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 والوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وتتميز المملكة برؤية واضحة واستراتيجية طموحة لتنويع مزيج الطاقة من أجل تحقيق الاستدامة للأجيال القادمة. ودفعت هذه الرؤية “مصدر” إلى دخول السوق السعودية والاستثمار فيها بقوة. ويعد البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي أطلقته المملكة في عام 2017، أحد المحاور الرئيسية لهذه الاستراتيجية، حيث يهدف إلى زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة. وتعتبر السعودية أكبر سوق للطاقة المتجددة في المنطقة بفضل إمكاناتها الهائلة لتطوير مشاريع ذات جدوى تجارية، مما جعلها وجهة مثالية لشركة “مصدر” لإقامة شراكات استراتيجية وتعزيز دورها في سوق الطاقة النظيفة.
ومن خلال مشاريعها في السعودية، تساهم “مصدر” في دعم أهداف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، وفي مقدمتها تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية ملموسة، مثل توفير فرص العمل، وتعزيز معايير الاستدامة، والحد من الانبعاثات الكربونية.
وتمتلك المملكة العديد من المقومات التي تعزز نجاح مشاريع الطاقة المتجددة، من بينها الموقع الجغرافي المتميز، والإمكانات الكبيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبنية التحتية المتطورة. إضافة إلى ذلك، وضعت المملكة أطراً قانونية وتشريعية تعزز جذب الاستثمارات، ولعبت الشراكات القوية بين “مصدر” ومؤسسات سعودية رائدة، مثل الشركة السعودية لشراء الطاقة وشركة البحر الأحمر الدولية، دوراً محورياً في تسهيل عمليات التطوير والتشغيل.
واستطاعت “مصدر” بالتعاون مع شركائها تحقيق نجاحات كبيرة في مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية. ومن أبرز هذه المشاريع، محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، ومحطة نور جنوب جدة للطاقة الشمسية، ومحطة الحناكية للطاقة الشمسية، ومشروع أمالا، ومشروع مدينة الصداوي للطاقة الشمسية.
ومن خلال مشاريعها في السعودية، تؤكد “مصدر” التزامها بدعم طموحات المملكة في مجال الطاقة النظيفة، ليس فقط من خلال تحقيق أهدافها الحالية، بل أيضاً عبر تقديم نموذج عالمي يُحتذى به في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة. واعتماداً على الشراكات الاستراتيجية والابتكار المستمر، تساهم “مصدر” ضمن إطار جهود المملكة في تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة السعودي، بما يعزز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة إقليمياً وعالمياً.