توقع تقرير حديث صادر عن بنك الإمارات دبي الوطني أن يصل متوسط خام برنت، وهو خام نفطي يستخدم لتسعير ثلثي إنتاج النفط العالمي، إلى مستوى 105 دولارات للبرميل خلال عام 2023.وأضاف ساتياجيت سينغ رئيس استراتيجية الدخل الثابت في بنك الإمارات دبي الوطني، بحسب التقرير، أن أسعار النفط القوية ستدعم الميزانيات العمومية لمصدري دول مجلس التعاون الخليجي.وتتوافق تلك التوقعات مع توقعات مؤسسات كبرى عالمية حيث تتوقع جولدمان ساكس في تقرير حديث أن ترتفع أسعار النفط العالمية مجدداً فوق 100 دولار للبرميل هذا العام من مستوياتها الحالية البالغة نحو 80 دولاراً، مشيراً إلى أن العالم قد يواجه في 2024 أزمة إمدادات خطيرة مع استنفاد الطاقة الإنتاجية الفائضة.محرك الأسعاروقال جيف كوري المحلل ببنك جولدمان ساكس، إن نقص الإنفاق في الصناعة على الإنتاج اللازم لتلبية الطلب سيكون أيضاً محركاً لارتفاع الأسعار، وقد يصبح هذا النقص في السعة مشكلة كبيرة بحلول عام 2024″.وكرر كوري توقعاته بأن تحالف “أوبك بلس” سيظل حذر في تحديد موعد زيادة الإنتاج، فيما قررت المجموعة التي تقودها السعودية وروسيا، في اجتماع مطلع فبراير، الإبقاء على سياسة الإنتاج كما هي بعد التخفيض الذي أقر بداية من نوفمبر.كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قال في تصريحات مطلع الأسبوع، إن نقص الاستثمار في طاقة التكرير، تركت العالم يعاني من نقص في المعروض، مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على النفط الروسي، من شأنها تضييق السوق.وقال الأمير عب العزيز إن جهود تحالف “أوبك بلس” للحد من الإمدادات أنقذت أسواق النفط خلال انخفاض الطلب خلال الجائحة. وكانت مجموعة “أوبك بلس” قد قررت في العام الماضي خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً، مع استمرار هذه السياسة هذا العام.
تقلبات كبرىوشهدت أسعار النفط تقلبات كبرى على مدى سنوات، إذ انخفضت إلى ما دون 20 دولاراً للبرميل خلال جائحة كورونا، قبل أن ترتفع مقتربة من 130 دولاراً، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي عطّل الإمدادات التي لم تلبِّ أصلاً الطلب العالمي.كذلك، ارتفعت تكلفة الوقود المستخدم في النقل، مع بلوغ إنتاج المصافي طاقته القصوى، قبل أن تعود وتنخفض في ظل تسابق الدول للبحث عن بدائل.يشار إلى أن عقوبات الدول الغربية على النفط الروسي، دخلت حيز التنفيذ هذا الأسبوع، ما يهدد بنقص توريدات للسوق العالمي خلال السنة الحالية في وقت تستعد الصين لاستعادة الحياة ما ينبئ بزيادة الطلب.وفرضت دول أوربية وغربية، سقفًا سعريًا على نفط روسيا في حال بيعه في السوق العالمي، حيث لا يسمح للدول بشراء النفط الروسي بأكثر من 60 دولاراً، ضمن عقوبات فرضتها على موسكو بسبب الحرب على أوكرانيا التي اقتربت من دخول العام الثاني.عجز المعروضوعلى ذات الصعيد، يتوقع تقرير نشرته وكالة بلومبرج مؤخرا، أن تتحول أسواق النفط إلى عجز في المعروض مقارنة بالطلب بحلول شهر مايو المقبل.ومن شأن الارتفاع المتوقع في أسعار النفط، أن تعيد كرة التضخم مرة أخرى وتقوده للارتفاع من جديد، وفقاً لوكالة بلومبيرج.وبدوره، قال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية إن تحالف “أوبك بلس” قد يحتاج لزيادة إنتاجه من النفط، بالنظر إلى التعافي المتوقع للطلب الصيني مع إعادة فتح الاقتصاد.وذكر في تصريحات لوكالة “رويترز”: “في حال ارتفع الطلب بشكل قوي على النفط، وإذا تعافى الاقتصاد الصيني، فإنه سيكون هناك حاجة لقيام دول أوبك بلس بالنظر إلى فكرة زيادة الإنتاج”.وخلال تعاملات اليوم الثلاثاء، واصلت أسعار النفط ارتفاعها لليوم الثاني على التوالي مدعومًا بالتفاؤل بشأن تعافي الطلب في الصين، ومخاوف تتعلق بنقص المعروض بعد إغلاق محطة تصدير رئيسية بعد الزلزال في تركيا.وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل بنسبة 1.46% إلى 82.17 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم مارس بنسبة 1.54% إلى 75.25 دولار للبرميل.