يعمل مشروع رؤى المدينة المنورة على تحقيق 5 مزايا اقتصادية واجتماعية مع انتهائه في 2030، يأتي في صدارتها المساهمة في حل أزمة سكن الحجاج والمعتمرين بالمواسم، وخفض الأسعار ودعم خطط الرؤية لاستقبال 30 مليون حاج ومعتمرة فضلاً عن توفير 93 ألف وظيفة والمساهمة في الناتج المحلي بـ140 مليار ريال، ويتفق الخبراء خلال أحاديثهم لـ»المدينة» على أهمية المشروع في تقديم خيارات متعددة للسكن من خلال استيعابه 193 ألف زائر في الليلة الواحدة، مع تجربة ممتعة في السفر والترفيه، مشيرين إلى أنه سيكون دافعًا لتطوير خدمات السياحة والضيافة بالمنطقة بالكامل، واتفق الخبراء على أن المشاريع الكبرى في مكة المكرمة والمدينة المنورة بحاجة الى الاستثمارات الوطنية على نطاق واسع، مع الاستعانة بخبرات أجنبية رفيعة المستوى لإثراء تجربة السائح، وأشاروا إلى أهمية الاهتمام النوعى بقطاع السياحة والسفر باعتباره قاطرة أساسية في التوظيف ومسيرة التنمية وإنعاش عشرات الصناعات المرتبطة به، كما أشاروا إلى أهمية تنويع درجات المشروع حتى يلبي طموحات وأذواق مختلف الزوار.
إنهاء أزمة السكن
توقع دكتور أيمن علي شربيني أستاذ التسويق أن يؤدي مشروع رؤى المدينة إلى نقلة نوعية على صعيد الحراك الاقتصادي بالنسبة للأفراد والمنشآت مما سيكون له مردود إيجابى على العاملين في الأنشطة والسلع والخدمات المقدمة للمعتمرين، كما توقع أن تتأثر بالإيجاب أيضًا الأسواق المحيطة بالمنطقة لارتباط نشاط البناء والتشييد بأكثر من 70 صناعة، متوقعًا استقطاب المزيد من الشركات العالمية للمشاركة في تنفيذ المشروع ونقل المعرفة وتوطينها لأبناء الوطن، وأشار إلى أنه عند اكتمال المشروع يمكن القول بانتهاء أزمة السكن في أوقات الذروة بالمدينة المنورة لطاقته الاستيعابية الكبيرة التي تصل إلى 193 ألف زائر في الليلة، ونوه بالتخطيط النموذجى المبتكر للمشروع الذي ينسجم مع رؤية 2030 وتحسين جودة الحياة من خلال زيادة المساحات المفتوحة والخضراء به.
دعم خطط استضافة 30 مليون حاج ومعتمر
قال الدكتور عبدالله أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: يعد رؤى المدينة أكبر مشروع ضيافة يساهم في رفع الطاقة الاستيعابية لتيسير استضافة 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030، ويتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، ما يعكس حرص المملكة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمدينة المنورة بوصفها وجهة إسلامية وثقافية عصرية، كما يعكس حرص القيادة على النهضة التي تعيشها مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-وجعلها وجهة إسلامية ثقافية عصرية، للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن عبر التخطيط الحضري الحديث والمشاريع التنموية الشاملة في المدينة، وقد أضحت مبادرات ولي العهد، منهجاً للقيادة الرشيدة للارتقاء بالمستويات الاجتماعية للمواطنين وتحقيق المزيد من الرخاء والرفاهية، ونوه بالتخطيط العمراني الإستراتيجي الذي يتبناه سمو ولي العهد في إدارة جودة المدينة وتميزها، وقد تلقّى الأهالي ومختلف شرائح المجتمع المدني بترحاب بالغ إطلاق سمو ولي العهد أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع «رؤى المدينة» التي تعيش مرحلة حقبة تطوير بأساليب تخطيطية إستراتيجية ذات كفاءة عالية، بهدف تحسين جودة الحياة وجذب الاستثمارات والسياح لها وبما يتيح مزيدًا من فرص العمل.
تجربة تجمع بين الرفاهية والروحانية
يسعى برنامج صندوق الاستثمارات العامة إلى تعزيز الاستدامة الاقتصادية والاستثمارية للمملكة من خلال أربعة أهداف مباشرة يقوم من خلالها بتصميم وتطوير مبادراته وفق عدد من الركائز الاستثمارية، التي تتمثل في إطلاق القطاعات المحلية الواعدة، وتطوير المشروعات العقارية المحلية، وإطلاق ودعم المشروعات الكبرى، فضلاً عن زيادة أصول الصندوق العالمية وتنويعها.
ويعمل مشروع رؤى المدينة على توفير تجربة تجمع بين الرفاهية والروحانية والعمل الدؤوب في المدينة المنورة من خلال مشاريع الأنسنة والمشاريع التنموية والتطويرية التي تعمل عليها كبرى الشركات في المنطقة ويتميز المشروع الذي تم تصميمه وفق أعلى المعايير العالمية؛ بالعديد من الحلول المتكاملة للنقل والتي تشمل 9 محطات لحافلات الزوار، ومحطة قطار مترو، ومسار للمركبات ذاتية القيادة، ومواقف سيارات تحت الأرض، وذلك بهدف تسهيل تنقل الزوار إلى المسجد النبوي، بما يسهم في دعم النشاط السكني والتجاري، وكذلك توفير العديد من فرص العمل.
التنقيذ بأيدي شركات وطنية
أكد الدكتور خالد بن علي شربيني استشارات هندسية أن «رؤى المدينة» من المشاريع الرائدة والنوعية على مستوى العالم لتفرده بخدمة قطاعات مختلفة، مؤكدًا على ضرورة تنفيذه بأيدٍ شركات وطنية ولا يمنع ذلك من الشراكات العالمية في حال نقص الخبرات، كما سيحدث نقلة نوعية في صناعات عديدة، متوقعًا أن يكون له مردود إيجابي على جودة حياة المواطن والمقيم بشكل عام وهذا ما تهدف إليه رؤية المملكة 2030.
استيعاب الزيادة في الحجاج والمعتمرين
توقع إياد عبدالوهاب بافقيه رجل أعمال أن يكون لشركة «رؤى» المدينة دور كبير في استيعاب أي نمو في عدد الحجاج والمعتمرين لما توفره من بنى تحتية وفنادق وخدمات وشبكات النقل العام والقطارات، كما سيعود المشروع بالإيجاب والنفع على مستوى الأسعار والخدمات التي تقدم للمعتمر والحاج والزائر، لما سيضخه في قطاع الإيواء من وحدات تخفف من أزمة السكن والأسعار لاسيما في المواسم، وأشار إلى أن من شأن المشروع ضمان قوة شرائية عالية تنعكس على الوضع الاقتصادي في ظل الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين، ولفت إلى أن تأسيس شركة رؤى المدينة سيتيح الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة المسجد النبوي الشريف، مشيرًا إلى أن التقديرات الأولية تتوقع أن يصل إجمالي عدد زوار المدينة المنورة إلى 30 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030.
فرص واعدة للاستثمار
قال محمود بن أحمد رفيق صاحب مجموعة محمود بن أحمد رفيق القابضة أن المشروع سيوفر فرص عمل للشباب السعودي ويحقق تطلعات القيادة ومستهدفات الرؤية ويساهم في زيادة أعداد ضيوف الرحمن وازدهار خدمتهم، وأعرب عن شكره للقيادة الحكمية على استمرار عنايتها بالمدينتين المقدستين والحرمين الشريفين، ونوه بإنشاء هيئات ملكية خاصة لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة وتجهيز أذرع نشطة خلاقة لها مثل «كدانة» في مكة المكرمة «ورؤى» في المدينة المنورة، ولم تُبقِ القيادة الحكيمة عذراً لأي جهة في القطاعات العام والخاص والثالث حينما جهزت البنية التحتية المتكاملة وفتحت فرص الاستثمارات للجميع حول الحرمين الشريفين مما سينعكس إيجابًا على نمو الاقتصاد السعودي.
المشروع يواكب مخرجات الرؤية
نوه غازي عبدالستار ميمني رجل أعمال بضخامة المشروع ونتائجه الإيجابية، مشيرًا أن توفيره 47 ألف غرفة فندقية سيسهم في زيادة أعداد ضيوف الرحمن من شتى أنحاء العالم كما تطمح لذلك رؤية 2030 بالوصول إلى 30 مليون معتمر طوال العام، وأشار إلى أن قدوم هذه الأعداد الهائلة وتشغيل هذا المشروع العملاق سيفيد السياحة وازدهار الفندقة والخدمات وقطاع المقاولات.